كان للامازيغ على امتداد بلاد الامازيغ )بلاد البربر( لغة أصلية يتحد ث عنها المؤرخون غير أن هدا لم يحل دون انفتاحهم على اللغات الأخرى التي تعرفوا عليها باحتكاكهم مع أقوام وحضارات مختلفة كالفينيقين واليونان والرومان والبزنطيين ثم العرب , وقد استعمل لغة هؤلاء الأجانب بجانب لغتهم الأصلية, وعندما تعرف الامازيغ على اللغة العربية الوافدة عليهم من العرب المسلمون في القرن السابع الميلادي , والتي لم يكن لها أي وجود في هده المناطق قبل هدا التاريخ , اعتبروها لغة الدين واستعملوها في الإدارة مثلما أستعمل اللاتينية واليونانية من قبل وأتقنها خاصتهم من العلماء والمثقفين الأدباء بينما ضلت للغالبية العظمى من الامازيغ عبر التاريخ الإسلامي ,لغة علوم وثقافة نظرية خاصة بالعلماء , ولدلك كنوا لها الاحترام دون أن يحيطوا بمعرفتها , وظلوا يستعملون فى شؤونهم اليومية وحروبهم وآدابهم لغتهم الامازبغية الأصلية التي كانت وحدها قادرة على التعبئة الكاملة لجماهير الشعب من اجل استجابتهم الموحدة الأوضاع المختلفة التي تعرض لها . وما هو جدير بالاهتمام ان الامازيغ قد نسوا جميع اللغات السابقة التي تعرفوا عليها وكدال اللغات التي عاصرت الامازيغية قبل آلاف السنين ولكن لم ينسوا أبدا لغتهم التي عاشت كل هده اللغات المنقرضة منها والتي بقية على قيد الحياة.
ولقد عاش المغاربة وضعية التعدد اللغوي ) العربية والامازيغية ( والتي تشخص في وجود لغة أقلية من النخبة العالمة , ولغة أغلبية من عانت الشعب ولم تكن ثمة حساسية بين اللغتين لانه لم يكن ثمة من يخطط لنشر إحداهما وتعميمها على حساب الثانية , كما لم يعرب التعليم الأصيل في القرويين والمدارس القرآنية المغاربة , فقد كان يعلم طلبة العلم العربية فيتقنونها ولاكن لا يتعربون أي لا ينسوا لغتهم الأصلية لانها تربطهم بعموم المجتمع وبحاجتهم اليومية التي لا يتم التعبير عنها إلا بلغة الشعب .ولقد نشأت في الأوساط الحضرية بالمغرب نتيجة التعايش السلمي بين اللغتين الامازيغية والعربيةلغة وسيطة هي الدارجة المغربية ) وهي مزيج بين الامازيغية والعربية ( وهى حل وسط بين الأغلبية من الامازيغ والأقلية من العرب الدين اسطوطنو المغرب بصفة نهائية دون ان يتمزغوا غير أن هده الدارجة لغة محكية في الحواضر دون البوادي ولهدا ضلت مجهولة لدا القبائل الامازيغية حتى عصرنا الحالي الدي جاء بمتغيرات جديده ز غير أن أول "تصادم" يمكن الحديث عنه بين اللغتين والدي يتحمل مسئوليته المغاربة أنفسهم وليس غيرهم قد حصل في عقود الاستقلال الأخيرة عندما أصبحنا نقرأ لأبناء المغرب وهم يكتبون ( ينبغي إماتة اللهجات( و )انتشار اللغة العربية سيقضى على أو يكاد على اللهجات البربرية بعد بضعت عقود من السنين ( و ) ينبغي العناية التامة باللغة العربية أما اللهجات فهى من فضلات التاريخ ( .
لقد أجتاح التعريب كل معاقل الامازيغية بما فيه الآسرة , والبوادي والقرى البعيدة , ووقف يتفرج على المشهد فريقان من المغاربة ,فريق يثلج صدره أن يرى الألسنة تنقلب الى العربية, وفريق يتألم لضياع ارث تاريخي تحدى عوائد الزمن ألوفا من السنين .وقد برهنت العقود الأربعة المنصرمة على أن التعريب لا يرمي إلى مواجهة اللغة الفرنسية ذات الهيمنة في مختلف المجالات , بل يرمى إلي تعريب أسماء الأماكن والساحات العمومية التي تحمل في الاصل أسماء امازيغية ومنع أسماء المواليد الامازيغية في مكاتب الحالة المدنية والامتناع عن نشر الكتابة الامازيغية .......
هل توجد لغة شريفة؟
هل يوجد في الإسلام ما يثبت شرف العربية ؟
وهل ثمة في الدين القرآن الكريم أو السنة آو سلوك الصحابة ما يفيد ما يفيد تفضيل لغة على لغة؟
وهل يوجد دليل شرعي واحد يقر ضرورة السيادة المطلقة للغة العربية في بلاد الإسلام ؟
وهل يوجد في الآيات القرآنية الكريمة ما يصرح بأن الله قد اختار العربية و فضلها على غيرها من اللغات كما يكرر بعض الإسلاميين؟
وهل اعتبار العربية لغة مقدسة شريفة لأنها لغة الدين يبرر بأي وجه من الوجوه الحكم بالإبادة على لغات الشعوب بحرمانها من الحماية القانونية والمؤسساتية؟هل يقر الدين بهده النتيجة؟
إن الآية القرآنية الأكثر دلالة للمسألة اللغوية هي
سورة الروم و قال تعال بسم الله الرحمن الرحيم) "ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألو أنكم إن في دللك لآيات للعالمين "( و قال تعال بسم الله الرحمن الرحيم) "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا , إن أكرمكم عند الله أتقاكم "( صدق الله العضيم .
ليس ثمة في الآيات ما يفيد التشريف أو التعظيم للعربية عندما نضعها في سياقها الصحيح الدي فهمها المفسرون ,وإنما التشريف والعظيم أحدثه البشر بعد دالك ونجد جذوره في الثقافة العربية.
) الامازيغية في خطاب الإسلام السياسي(
إننا معشر الامازيغ لانكره العربية ولا نعاديها بل هي عندنا بمنزلة الامازيغية لغتنا الأصلية ومشكلتنا مع غيرنا من دوى الملل والنحل السياسية , هي أننا لا نفكر في الاحتفاظ بإحداهما والتضحية بالثانية .
هدا الموضوع مهدى ل AMAZIGHI