badbaz Admin
عدد الرسائل : 57 العمر : 31 الموقع : b-simo.c.la تاريخ التسجيل : 24/10/2008
| موضوع: مسرحية الخبزة الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 12:55 pm | |
| قدمت فرقة مثلث الحياة الجزائرية مؤخراً على خشبة المسرح الوطني الجزائري عرضاً مسرحياً بعنوانالخبزة وهو من تأليف الراحل عبد القادر علولة وإخراج فتيحة وراد.
وتميز العرض وفقاص لجريدة "الاتحاد" الإماراتية بالطابع الاستعراضي وكثرة الممثلين الذين تجاوز عددهم الثلاثين ممثلا، حيث المكان في المسرحية هو سوق شعبي كثر فيه الباعة الذين يعرضون مختلف السلع، وأفضى ذلك إلى ازدحام الخشبة وعدم ظهور أغلب الممثلين الثانويين، لعدم إتاحة فرصة حقيقية أمامهم لتفجير طاقاتهم برغم أن عمر العرض تجاوز الساعتين، خلافاً للممثلين الرئيسيين اللذين لعبا دور الزوج علي والزوجة عائشة.
وتروي المسرحية حكاية علي المثقف الذي لم يجد عملا يناسب مؤهلاته فاضطر إلى ابتكار ما يشبه مهنة كاتب عمومي فكان يكتب للأميين رسائلهم ويملأ وثائقهم الإدارية مقابل مبالغ مالية بسيطة، ويعيش علي وزوجته عائشة فقراً شديداً بسبب عدم كفاية مداخيل هذهالمهنة لتأمين أبسط الضروريات، فيفكِّرعلي في حلٍّ ولا يهتدي سوى إلى سرقة أساور زوجته قصد رهنها في بنك خاص بذلك مقابل مبلغ مالي معلوم، ويجد أمام البنك طابوراً طويلاً من النساء والرجال الذين جاءوا لرهن ذهبهم لتأمين حاجيات أسرهم، وهي صورة واقعية استفحلت في التسعينيات من القرن الماضي في الجزائر بسبب تزايد حدة الفقر.
ويتمكن علي حسبما جاء ب "الاتحاد" نسبياً من سدِّ حاجياته وزوجته ويتفرغ للتأليف بعض الوقت ويصدر كتاباً بعنوانالخبزة وهي كلمة شائعة في الجزائر وتعنيلقمة العيش ويحلل في الكتاب أسباب استشراء الفقر في البلد واضمحلال الطبقة المتوسطة، حيث انضم المثقفون والمتعلمون إلى صف الفقراء منذ التسعينيات، فضلا عن معالجة آفة استغلال القطاع الخاص للعمال الذين يقبلون بالعمل لديهم، لعدم توفر بدائل حقيقية. وفي الأخير يحدث ما لم يكن في الحسبان؛ إذ تطلع وزارة الثقافة على الكتاب وتقرر تكريم صاحبه ومنحه جائزة مالية كبيرة تخرجه من بؤسه.
النهاية السعيدة للمسرحية بدت مثالية ولا تعكس الواقع القائم؛ حيث لا يزال أغلب المثقفين والكُتَّاب يشتكون التهميش والإقصاء وعدم الاكتراث بمؤلفاتهم وأفكارهم ومشاريعهم الثقافية. كما أن الروح الاستعراضية بدت مُتكلَّفة أحياناً من خلال الإكثار من الرقصات الشعبية لفرقةٍ تتكون من ست فتيات، ومع ذلك، كان أداء الممثلين الرئيسيين مميزاً ونجحعلي في التعبير عن بؤس المثقف ومعاناته من التهميش وعدم إنزاله منزلته، وزاد ذلك تألقاً السينوغرافيا المُوفقة التي اعتمدت طريقة تجديد الديكور في كل مشهد ليتلائم سريعا مع الأحداث التي تتم على خشبة المسرح، حيث تارة يتحول إلى سوق شعبي، وتارة ثانية إلى مقهى، وثالثة إلى بيت مهدد بالانهيار وهو بيت علي المثقف الذي عانى طويلاً قبل أن يأتيه الفرج أخيراً بما يشبه ضربة حظ. | |
|